في زقاق ضيق من أزقة الأنبار، بين روائح اللحم وأصوات الفؤوس، وُلِدت أسطورة رياضية من نوع مختلف. مؤيد سامي، الرجل الذي حوّل سكاكين الجزارة إلى أدمغة حديدية، وصنع من عضلاته النحيلة تاريخاً يرويه العالم.
البداية.. حلم طفل في جسد عامِل:
“كنت أحمل أحلاماً أكبر من جسدي النحيل”.. بهذه الكلمات يصف مؤيد بدايته، حين كان يزن 49 كيلوغراماً فقط، يعمل في دكان والده للقصابة من الصباح حتى المساء، ثم يهرع إلى الصالة الرياضية ليلاً، يحمل بين ضلوعه حلماً عمره 20 عاماً.
التحدي الأكبر.. معركة مع الذات:
“كنت أختلس الساعات من النوم، والدنانير من مصروف العائلة”.. يروي البطل كيف كان يواجه أعظم منافسيه: الفقر والظروف. فبينما كان زملاؤه يشترون المكملات الغذائية، كان هو يصنع بروتينه من لحم الدكان وبيض السوق.
سلسلة الانتصارات.. من الأنبار إلى منغوليا:
- 7 ألقاب لبطولة الأنبار
- 7 ألقاب لبطولة العراق
- المركز الثاني في غرب آسيا (البحرين)
- اللقب الذهبي الآسيوي (منغوليا)
الوجه الآخر للميداليات:
“التحضير للبطولة أشبه بالجحيم”.. يكشف مؤيد عن عالم من الألم خلف الكواليس: 12 مليون دينار تكلفة، ساعات تدريب مرهقة، ونظام غذائي صارم يحوّل الحياة إلى سجن من الديسيبلات.
كواليس اللعبة.. بين الواقع والطموح:
- “في آسيا نجد العدالة، أما محلياً فالكفة تميل لغير مستحقيها”
- “عقود النوادي وهمية.. والدعم الحكومي شبه معدوم”
- “كابتن منذر كان الملاذ الوحيد في هذه الرحلة الوعرة”
الرسالة الأخيرة.. إرث من الحديد:
“سأصل إلى العالمية ولو على جسر من الأشواك”.. بهذه العبارة يختتم مؤيد حديثه، ملقياً بحجر التحدي في بركة الرياضة العراقية الراكدة، مثبتاً أن العزيمة تصنع المستحيل عندما تذوب الإرادة في بوتقة الطموح.
قصة مؤيد ليست مجرد سيرة بطل، بل هي دستور لكل من يريد أن يعلم كيف تُصنع الأساطير من لحم ودم وعرق. إنها ملحمة إنسان رفض أن يكون رقماً في سجل العاديين، فكتب اسمه بحروف من ذهب في سجل الخالدين.